الخميس، 3 مارس 2011

بيان المجلس المحلي المؤقت بمدينة المرج وضواحيها




بيان المجلس المحلي المؤقت لمدينة المرج وضواحيها
بسم الله الرحمن الرحيم



إن المجلس وهو بصدد مباشرة المهام المسندة إليه إذ يبارك لشباب ثورة 17 فبراير 2011 ثورتهم المظفرة ويشكر لهم ثقتهم التي وضعوها في المجلس ، ليهمه التأكيد على ما يلي :
أولاً : إن الشرعية الممنوحة للمجلس من قبل أبناء الثورة هي شرعية ثورية تعني قانوناً إحداث التغيير لأنظمة الحكم السياسية القائمة عن طريق الإطاحة بالوضع القائم وإعلان وضع جديد . وهو ما حصل بالفعل في بلادنا الحبيبة على يد شبابها الأحرار . وقد جرى العمل في العرف الدولي على الإعتراف بأن مثل هذا التغيير يكتسب شرعية واقعية تفرضها عوامل القوة التي بها تمكن القائمون بالتغيير من بسط نفوذهم على البلاد وإقامة النظام السياسي الذي يترجم رؤيتهم في السياسة والإقتصاد وغيرهما من مناحي الحياة الأخرى .
ثانياً : إن دور المجلس مؤقت . ينتهي بانتهاء المهمة التي أسندت إليه ، وذلك بتشكيل النظام السياسي الجديد للدولة .
ثالثاً : إن أعضاء المجلس ينطلقون في أداء المهام المسندة إليهم من إيمانهم بوحدة تراب الوطن الليبي وعزة مواطنيه وكرامتهم وحقهم في الحياة بكرامة ورغد من العيش بفضل ما حباهم الله به من ثروات طبيعية حرموا منها طويلاً .
رابعاً : إن المجلس ليعلن رفضه القاطع لأي تدخل خارجي أو أية مساعدات أجنبية قد تحمل في طياتها هدف التحكم في مقدرات البلاد والسيطرة عليها مستقبلاً ويحذر من الدعوة لذلك التدخل । ويؤكد أن الشباب الذين خلقوا هذه الثورة من العدم قادرون بإذن الله على تحقيق التغيير الذي كان بالأمس القريب يعد حلماً بعيد المنال .



والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجلس المحلي المؤقت لمدينة المرج وضواحيها

بيان مجلس كلية العلوم والتربية بالمرج

بيان كلية الآداب والعلوم – المرج
أولاً : نحن مجلس الكلية وأعضاء هيأة تدريسها وموظفيها وطلابها نترحم على أرواح شهداء ثورة 17 فبراير المجيدة . ونسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته . فهم من كانوا وقوداً لهذه الثورة وشرارة انطلاقتها .
ثانياً : يؤكد مجلس الكلية على تأييده لثورة 17 فبراير ودعمه لها مادياً ومعنوياً وفكرياً . ويضع كافة خبراته العلمية في خدمة هذه الثورة حتى يتحقق النصر التام ويتحرر كامل تراب ليبيا بعد فك الحصار الظالم عن العاصمة طرابلس .
ثالثاً : يبارك مجلس الكلية الخطوة التي اتخذها القياديون بتشكيل مجلس وطني لتسيير أمور المدن المحررة من براثن الطاغية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجلس كلية الآداب والعلوم - المرج

بيان الأئمة والوعاظ والخطباء بمدينة المرج



بيان عن مشائخ المرج ووعاظها وأئمتها وخطبائها
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فبالنظر لما تمر به بلادنا الحبيبة في هذه الأيام من مخاض عسير ، تمثل في هبوب رياح التغيير الإيجابي من خلال ثورة شباب ليبيا المباركين ضد الظلم والطغيان ، والمطالبة المشروعة بالحقوق المسلوبة والكرامة المهدرة والحرية الضائعة ، والذين بادروا بردع الظالم عن ظلمه والمستبد عن استبداده ، فإننا نحن المشائخ من أئمة مدينة المرج وخطبائها ووعاظها ، ندلي بهذا البيان تضامناً مع هذه الثورة المباركة وشداً لأزرها . معلنين فيه مسؤوليتنا الكاملة أمام الله تعالى عن ما يلي :
أولاً : نؤكد على جميع الثوار من شباب مدينة المرج وشباب ليبيا قاطبة بضرورة الحفاظ على الترابط ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونبذ الفرقة وطرح الخلافات وعدم الإلتفات إلى النعرات القبلية والجهوية ونحوها .
ثانياً : نفتي بحرمة أرواح جميع الليبيين ، بمن فيهم من كان موالياً للنظام الجائر ، وبحرمة أموالهم وأعراضهم ، وندعو أن يكون النظر في الخصومات والمظالم معهم أو مع غيرهم بعد قيام دولة القانون والدستور .
ثالثاً : نفتي بتحريم الأعمال التخريبية لكل الممتلكات الخاصة والعامة وحرمة التحريض عليها . ويعتبر هذا من الفساد في الأرض الذي لم يأذن به الله تعالى .
رابعاً : نفتي بتحريم ترويع الآمنين من أبناء هذا الوطن ، وذلك من خلال الإطلاق العشوائي للذخيرة الحية في الهواء ، وننصح بالإحتفاظ بهذه الأسلحة والذخائر إلى حين تسليمها إلى دولة القانون والدستور التي قدمنا الشهداء من أجلها .
خامساً : نفتي بحرمة بث الإشاعات والأقاويل التي تضعف الروح المعنوية وتفت من عزائم الناس وتخوفهم من المستقبل المجهول لأن ذلك من الإرجاف الذي نهى الله عنه .
سادساً : نفتي بتحريم احتكار السلع الأساسية من الأغذية والأدوية ونحوها ، وبتحريم رفع أسعارها دون وجه حق بغية الكسب السريع على حساب أقوات الناس .
وأخيراً : نؤكد على أن كل ما ذكرناه من الفتاوى والإرشادات تستند إلى الأدلة الصحيحة والصريحة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفتاوى مشائخ بلادنا الحبيبة من أمثال : فضيلة العلامة الشيخ الدكتور : الصادق الغرياني . والشيخ الدكتور : علي الصلابي . والشيخ ونيس المبروك . والشيخ : سالم الشيخي . وغيرهم من علمائنا الأفاضل .
حفظ الله بلادنا الحبيبة من كل سوء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا ثار الليبيون ؟

( بقلم / خالد سعد )


قد يتساءل من لا يعرف حقيقة الأمور قائلاً : هل أن ما يحدث في ليبيا اليوم هو هزات ارتدادية لزلزال عظيم يحدث في المنطقة المجاورة لها ؟ والتحليل المنطقي والسياسي والجغرافي لهذا التساؤل هنا يحمل في طياته شيئاً من الواقعية والمصداقية . لأننا بصدق لسنا بمنأى عن ما يحدث في العالم العربي . إضافة إلى شيء آخر وهو أن كل ما يحدث في مصر تحديداً كان له دائماً أصداء على المنطقة والعالم بأسره . والمطلع على التاريخ الحديث والقديم يرى أن لمصر دوراً هاماً في كل مراحل وحقب نضالنا ضد الإستعمار و لكن هذا ليس موضوع نقاشنا الآن لأنه موضوع كبير لايتسع مجالنا اليوم لطرحه . فموضوعنا الذي سنخلص إليه هو : لماذا ثار الليبيون ؟ الإجابة تكمن في جملة طالما ترددت على مسامعنا وهي تحمل معاني لها أعمق الأثر في فهم واقع الشعوب المناضلة والمكافحة للأنظمة الظالمة لشعوبها والمجهضة لأحلام وتطلعات شبابها . إنها جملة ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ) .. فالليبيون كعادتهم دائماً يختلفون ويتميزون في كل ما يتعلق بهم حتى في ثوراتهم مثل ثورة 17 فبراير المباركة . فهي لم تكن ثورة الجياع ولا ثورة العراة من أجل الطعام أو الكساء ، بل هي ثورة (الكرامة) . ثورة على الظلم والإستبداد والفساد وخيانة الوطن والمواطن . فكما يعلم الجميع أن ليبيا دولة غنية بمواردها الطبيعية والبشرية وموقعها الجغرافي والإستراتيجي المتميز . ومع هذا فإن النظام المخلوع أفقر شعبها وجعل منه (أفقر شعب يعيش في أغنى دولة) . وذلك حسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وكذلك بحسب اعترافات كثير من رموز النظام المنقرض أنفسهم والتي كانوا يظهرون بها علينا من حين لآخر . فتجربة الليبيين إذاً لها خصوصية تميزها عن سابقاتها الشقيقات من ثورتي مصر وتونس مع عميق احترامنا وجزيل شكرنا لكليهما . كما أنها ستختلف أيضاً عن لاحقاتها لأن معطيات قيامها لم تكن لتتوافر في بيئة غير ليبيا . وبمرور أربعة عقود ونيف عاشها الليبيون في عزلة تغير العالم فيها من حولهم ووسبق بأشواط طويلة ، في جميع المجالات العلمية والتقنية والإقتصادية والسياسية ، كل ذلك ونحن ننتظر صابرين على هذا الوضع البائس ، صار النظام المنقرض يتحكم فينا شيئاً فشيئاً ومع تحكمه يتحكم اليأس من قلوبنا في أمل التغيير لتنسد معه كل الطرق والمنافذ نحو حلول مجدية .
وأخيراً كان الشعب في موعد تاريخي مع القدر ، فانكسر حاجز الخوف والهلع النفسي القهري ، لتعلو من حناجر شباب الثورة : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) . فكانت الثورة ..

ومضات من تاريخ دولة الإستقلال





(الحلقة الأولى)
الكثيرون من جيل شبابنا الصاعد في ليبيا يجهلون بشكل يكاد يكون تاماً تاريخ دولة الإستقلال الليبية ، وذلك نتيجة للتجهيل المتعمد من قبل النظام الجائر . الذي اختزل تاريخ ليبيا في انقلاب 1969 وكأن ما قبله من الزمن لم يعرف شيئاً اسمه ليبيا . ونحن هنا لن نسرد تاريخ ليبيا الحبيبة منذ فجر ولادتها ، لأن في الكتب والمراجع ومناهج المدارس والجامعات ما يغني المهتم بهذه الحقب . لكننا سنركز على ولادة دولة ليبيا الحديثة الذي أعلن استقلالها في 24 ديسمبر 1951 ، بعد مخاض طويل من الجهاد العسكري والسياسي في أرض الوطن وفي المنافي .
كانت ليبيا تحت حكم الخلافة العثمانية في عهده الثاني والأخير الذي فصلت بينه وبين العهد العثماني الأول دولة القرمانليين شبه المستقلة والتابعة إسمياً فقط للباب العالي بالآستانة . وذلك عندما احتلت قوات إيطاليا شواطيء ليبيا سنة 1911 كما احتلت دواخلها بعد ذلك . ومع هذا الإحتلال بدأ الليبيون في عهد من الجهاد المشرف ، حيث سطروا بدمائهم ملاحم من البطولات والإقدام المنقطع النظير شهد لهم بها الأعداء قبل الأصدقاء . وبلغ السيل الزبى واشتدت قبضة الإيطاليين على جنود وقادة الجهاد الليبيين عندما انتهت حركة الجهاد المنظم بأسر وإعدام الشيخ عمر المختار والذي كان يقود حركة الجهاد وجبهات القتال المعروفة (بالأدوار) كوكيل ميداني عن السيد محمد إدريس المهدي السنوسي القائد الروحي لحركة الجهاد في برقة والذي كان يدير دفة القتال في الإقليم الشرقي من ليبيا والمعروف بـ ( برقة ) من منفاه الإجباري في مصر . حيث أعدم المختار في سبتمبر 1931 . كما توقف القتال المنظم في إقليم غرب ليبيا (طرابلس) في وقت مبكر مع احتلال مدن الدواخل . ولم يتبق في ليبيا سوى جيوب قتالية متفرقة هنا وهناك . كما هاجر معظم المجاهدين من الجنود والقادة إلى المنافي في مصر وتونس وفلسطين وسوريا وتركيا وغيرها لمواصلة الجهاد الدبلوماسي والسياسي .
وهنا تماماً وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939 التي تحالفت فيها إيطاليا مع ألمانيا ضد الحلفاء والذين كانت من ضمنهم بريطانيا ، يستغل السيد إدريس السنوسي باني دولة ليبيا الحديثة بحنكته ودهائه السياسي النادر هذه التحالفات والظروف الدولية البالغة التعقيد لكي يعمل على تحرير ليبيا من المستعمر الإيطالي البغيض . حيث كانت بريطانيا تحتل مصر وقد هاجمها الألمان بالتعاون مع الإيطاليين ليستولوا منها على الأراضي المصرية ولتأمين منفذ قناة السويس الإستراتيجي والسيطرة عليه . فكان من الطبيعي أن تقاوم بريطانيا هذا الهجوم بهجمة عكسية ضد الإيطاليين والألمان في ليبيا ، وطلبت بريطانيا المساعدة من السيد إدريس السنوسي مع رفاقه الليبيين باعتبارهم أدرى بالطرق والمسالك ونقاط الضعف والقوة في الأراضي الليبية . فاشترط السيد إدريس – ملك ليبيا لاحقاً – على الإنجليز الحصول على تعهد رسمي بالإستقلال لقاء مساعدتهم في المهمة التي طلبوها . فحصل على تعهد رسمي معلن بهذا على لسان وزير خارجية بريطانيا (أنطوني إيدن) أمام مجلس العموم البريطاني ، والذي استغله إدريس السنوسي بعد ذلك في الضغط على بريطانيا والأسرة الدولية لنيل إستقلال ليبيا . وبالفعل يشكل السنوسي جيش ليبي من المجاهدين الليبيين المهاجرين إلى مصر عرف لاحقاً (بالجيش السنوسي ) أو (جيش التحرير) ، والذي كان النواة الأولى للجيش الليبي الحديث والحالي وذلك سنة 1941 بالقاهرة . وهو الجيش الذي كان له الفضل والنصيب الأكبر من أسباب اندحار ألمانيا وإيطاليا وتحرير ليبيا منهما وذلك بشهادة قادة وجنرالات الجيش البريطاني قبل غيرهم . وسنعرف في الحلقات القادمة كيف سارت الأحداث التاريخية حتى نالت ليبيا استقلالها في نهاية المطاف ..

الثلاثاء، 1 مارس 2011

وأخيراً جاءت الثورة الحقيقية


لقد انتظر المرجاويون كغيرهم من الليبيين طويلاً من الزمن ليروا هذا الحلم وهو يتحقق عندما تنهار عروش الظلم من حولهم وليتنفسوا نسائم الحرية بعد أكثر من 42سنة من الإختناق فهاهو وقت العمل قد حان أيها الليبيون وهاهي الساحة مفتوحة على مصراعيها لكم لتبنوا يداً بيد صرح ليبيا المستقبل